ومن ذلك: الإيمان بالله الذي جاء تفصيله في آيات الصفات جميعاً، وهي أفضل وأشرف ما في القرآن، فأفضل وأشرف آيات القرآن هي التي تعرف الناس وتبين لهم صفات الله تعالى، فمثلاً آية الكرسي هي أفضل آية في كتاب الله، وهي عشر جمل، وكل جملة منها هي تعريف بالله، قال تعالى: (( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ))[البقرة:255]، وكل جملة تبين لنا من صفات الله، ومن العلم والحقائق ما لو لم تفكرنا فيه وتأملناه، واستدللنا عليه بآيات وبأحاديث أخرى لرأينا أن هذه الآية جمعت أمراً عظيماً جداً، ولهذا كان لها من الشأن ما لها وكذلك سورة: (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ))[الإخلاص:1] التي تعدل ثلث القرآن، وكذلك سورة الفاتحة، وهي أفضل سورة، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم؛ كما بين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح.
إذاً: نلاحظ من هذا أن أفضل ما في القرآن هو ما يتعلق بالإيمان، وهو أكثر ما بيِّن، وأكثر شيء وضوحاً في كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هو: الإيمان بالله، وبالملائكة، وبالكتب، وبالرسل، وباليوم الآخر، ولهذا نعجب من اختلاف الفرق وتباينها في حقيقة الإيمان، وما علاقته بالعمل، وما حكم تاركه، وغير ذلك من الخلافات التي أحدثت، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.